إنَّه عثمان بن عفَّان بن أبي العاص بن أميَّة بن عبد شمسٍ القرشيُّ الأمويُّ، أشهر كناه: أبو عمروٍ.
ولد بمكة، وأسلم بعد البعثة بقليلٍ، وكان غنيًا شريفًا في الجاهليَّة.
هاجر إلى أرض الحبشة فارًّا بدينه مع زوجته رقيَّة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان أوَّل خارجٍ إليها، وتابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة.
كان من كبار الرجال الذين اعتزَّ بهم الإسلام في عهد ظهوره.
ومن أعظم أعماله في الإسلام: تجهيزه نصف جيش العسرة بماله، فبذل ثلاثمائة بعيرٍ بأقتابها وأحلاسها، وتبرَّع بألف دينارٍ.
وصارت إليه الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطَّاب سنة (23هـ)، فافتتحت في أيَّامه: إرمينية، والقوقاز، وخراسان، وكرمان، وسجستان، وإفريقيَّة، وأتمَّ جمع القرآن، وهو أول من زاد في المسجد الحرام ومسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأمر بالأذان في الأول يوم الجمعة، واتَّخذ الشرطة، وله غير ذلك من المناقب.
مات - رضي الله عنه - شهيدًا، حيث قتل في 18 من ذي الحجَّة، يوم الجمعة،