(2/ 2)
• ومن مواعظ أمير المؤمنين عمر الفاروق - رضي الله عنه - قوله (?):
«من يدخل مدخل السُّوء يتَّهم».
هذه موعظةٌ بليغةٌ، ينبغي أن ينتبه الإنسان لها، وأن يحذر العاقل من ورود الأماكن أو المواضع أو إلقاء المقالات والكتابات التي تجلب التهمة له في دينه؛ ذلك أنَّ الناس ليس لهم إلا الظاهر في أحكامهم، فعلى الإنسان ألاَّ يطالبهم بغير ذلك، وإذا كان هذا مطلوبًا ممَّن عُرف عنه الصلاح في دينه، والعلم، فكيف بمن دونه؟!
وانظر إلى هدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب، تجد عجبًا، فإنَّه لمَّا أراد أن يوصل زوجته أمَّ المؤمنين صفيَّة رضي الله عنها من معتكفه إلى بيته، مرَّ به رجلان فأسرعا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «على رسلكما، إنها صفيَّة بنت حييٍّ»، فقالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: «إنَّ الشَّيطان يجري من الإنسان مجرى الدَّم، وإنِّي خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًّا»، أو قال: «شيئًا» (?) فإذا كان هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما الظنُّ بمن دونه؟!