(2/ 2)
ومن ذلك ما رواه البخاريُّ في الأدب المفرد، وغيره (?):
«لو قال لي فرعون: بارك الله فيك، لقلت: وفيك».
إنَّه درسٌ راقٍ في بيان المنهج في التعامل مع مَن نسمع منه كلمةً طيِّبةً، وإن كان من أبغض الناس وأكرههم إلى قلوبنا، فحقُّه إذا نطق بالخير أن نقابله بمثله.
وإذا كان المنهج الشرعيُّ - في جملته- هو ابتداء الكلام الحسن للطَّرف الآخر، كما قال سبحانه: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83] (?)، فكيف بمن يبتدئنا بالكلام الحسن؟!
إنَّ المتابع لما يُكتب ويُقال عبر صفحات التواصل الاجتماعيِّ ليأخذه الألم كلَّ مأخذٍ من علوِّ لغة السبِّ والشتم، وظهور الفحش في الكلام بين المتحاورين، لماذا؟ لأجل أنَّ هذا طرح طرحًا يُخالف ما يراه ذاك! بل حتى لو ابتدأ أحد الطرفين بعبارةٍ طيِّبةٍ، فإنَّ بعض الناس يظُنُّ أنَّ مقابلتها بمثلها- مع اختلاف التوجُّه الفكريِّ أو العقديِّ - نوعٌ من الضعف!