(1/ 2)
هو أنس بن مالك بن النَّضر بن ضمضم الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ - رضي الله عنه -، أحد أعلام الصحابة المشاهير؛ لاتِّصاله الوثيق برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حيث طالت صحبته له، فبلغت عشر سنواتٍ.
وصفه الذَّهبيُّ بقوله: الإمام، المفتي، المقرئ، المحدِّث، راوية الإسلام، أبو حمزة الأنصاريُّ، الخزرجيُّ، النَّجَّاريُّ، المدنيُّ، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرابته من النساء، وتلميذه، وآخر أصحابه موتًا.
روى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - علمًا جمًّا، وعن: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعدَّةٍ من الصحابة - رضي الله عنهم -، وروى عنه خلقٌ عظيمٌ من التابعين، سرد الحافظ المزِّيُّ في «التهذيب» نحو مائتي نفسٍ من الرواة عنه.
وكان يقول: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وأنا ابن عشرٍ، ومات وأنا ابن عشرين.
فصحب نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - أتمَّ الصُّحبة، ولازمه أكمل الملازمة منذ هاجر، وإلى أن مات، وغزا معه غير مرَّةٍ، وبايع تحت الشجرة.
جاءت به أمُّه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، هذا ابني أنسٌ، أتيتك به يخدمك، فادع الله له، فقال: (اللَّهمَّ أكثر ماله وولده).