(4/ 4)
• ومن مواعظه - رضي الله عنه - قوله (?):
«أخوف ما أخاف أن يقال لي يوم القيامة: يا عويمر، أعلمت أم جهلت؟ فإن قلت: علمت، لا تبقى آيةٌ آمرةٌ أو زاجرةٌ إلا أخذت بفريضتها؛ الآمرة: هل ائتمرت؟ والزاجرة: هل ازدجرت؟ وأعوذ بالله من علمٍ لا ينفع، ونفسٍ لا تشبع، ودعاءٍ لا يسمع».
هكذا يحاسب أهل القرآن أنفسهم، ويوقفونها عند موارد النجاة، فإنَّ من غفل عن محاسبة نفسه هنا، يوشك أن يندم إذا نُشرت أمامه صحائف أعماله غدًا.
إنَّ الحساب اليوم - مع ما فيه من ثقلٍ، أخفُّ على النفس غدًا، وما حال المحاسب نفسه اليوم إلا كتاجرٍ يراجع حساباته لينظر أين تتَّجه تجارته؟ ليتجنَّب أسباب الخسارة، ويسعى في أسباب الربح، والغافل عن محاسبة نفسه كالتاجر الذي جيء إليه بكشف الحساب المصرفيِّ، فإذا فيه الديون التي أغرقته، وهو يحسب أنَّه يربح!
يقول الحسن رحمه الله: «إنَّ المؤمن قوَّامٌ على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنَّما خفَّ الحساب يوم القيامة على قومٍ حاسبوا أنفسهم في الدُّنيا،