(3/ 4)
• ومن مواعظه - رضي الله عنه - (?):
أنَّ رجلًا جاء إليه فقال: أوصني، فقال أبو الدرداء:
«أذكر الله في السَّرَّاء، يذكرك في الضَّرَّاء، وإذا ذكرت الموتى، فاجعل نفسك كأحدهم، وإذا أشرفت نفسك على شيءٍ من الدُّنيا، فانظر إلى ما يصير».
ما أجمل طلب هذا الرجل الوصيَّة من العلماء كأبي الدرداء! وما أحسن جوابه له!
لقد تضمَّنت هذه الوصية الوعظية ثلاثة معانٍ هي من أعظم الأدوية لمن تقطَّعت قلوبهم حسرةً، أو تحجَّرت قسوةً، أو ذابت كمدًا على ما فاتها من لُعاعة الدُّنيا!
وأول هذه الأدوية والوصايا: ذكر الله تعالى ... الذي يذيب قسوة القلوب، ويعلِّقها بعلَّام الغيوب، ويجعل الذاكر في كرامة المذكور، كما قال سبحانه عن نفسه في الحديث: (فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ، ذكرته في ملأٍ خيرٍ منهم) (?).