فصل لابن الجوزي
تتمة الكتاب
أين من شيد القلاع وعمر الحصون، واستخرج من الكنوز المال المصون، أما دار عليه رحى المنون، أما صار كل منهم في الثرى بعمله مرهون، فتيقظ أيها الغافل قبل أن تخمد حركاتك بالسكون، وتزول إلى اللحد المسكون، ولا تركن إلى الآمال، فيوم المآل كأن قد سيكون، اعتبر بدوران الأقدار على ذوي الأقدار ودع عنك الجنون، أما سمعت ما قال الله في كتابه المكنون: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} .
يا من أطال قطيعتي يوم اللقاء متى يكون، لأخرقن ملابسي وأبوح بسري المصون، حتى تقول عواذلي: ماذا هوى، هذا جنون.