ومن نظر في شرف العمر اغتنمه، ففي الصحيح: ((من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلةٌ في الجنة)) .
وقال الحسن رحمه الله: الجنة قيعانٌ، والملائكة تغرس، فربما فتروا، فيقال لهم: ما لكم فترتم؟ فيقولون: فتر صاحبنا، فقال: أمدوهم رحمكم الله.
وقد رأينا جماعة من الأشياخ يرتاحون إلى حضور الناس عندهم، وسماع الأحاديث التي لا تنفع، فيمضي زمانهم في غير شيء، ولو فهموا، كانت تسبيحةٌ أصلح.
وهذا لا يكون إلا من الغفلة عن الآخرة؛ لأن بتسبيحة واحدة يحصل الثواب على ما ذكرناه، والأحاديث الدنيوية تؤذي ولا تنفع.
وكان أبو موسى الأشعري يصوم في الحر، فيقال له: أنت شيخ كبير، فقال: إني أعده لعسير طويل.
وقيل لعابد: ارفق بنفسك، فقال: الرفق أطلب.
وقيل: جاء بعض أصحاب السري يزوره، فوجد عنده جماعة، فقال: يا سري! صرت مناخاً للبطالين، ثم ذهب ولم يقعد.
فمن عرف شرف العمر وقيمته، لم يفرط في لحظة منه.