رجل، فَقَالَ كيف سمعت رسول الله ? يَقُولُ فِي النجوي يوم القيامة.
فَقَالَ: سمعت رسول الله ? يَقُولُ: " إن الله يدني المُؤْمِن فيضع عَلَيْهِ كنفه، ويستره من النَّاس، ويقرره بذنوبه. وَيَقُولُ لَهُ أتعرف ذنب كَذَا، أتعرف ذنب كَذَا، حتي إِذَا قرره بذنوبه ورأي فِي نَفْسهِِ أنه قَدْ أهلك. قال: فإني قَدْ سترتها عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وأنَا أغفرها لك اليوم.
ومِمَّا يحثك عَلَى الاستعداد للموت والابتعاد عن المعاصي أن تتخايل وتتصور شهادة المكَانِ الَّذِي تعصي فِيه عَلَيْكَ يوم القيامة.
فعن أَبِي هُرَيْرَةِ قال: قَرَأَ رسول الله ? {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} فَقَالَ: " أتدرون ما أخبارها، أن تشهد عَلَى كُل عبد بما عمل عَلَى ظهرها، أن تَقُول عمل كَذَا وَكَذَا فِي يوم كَذَا وَكَذَا، فهو أخبارها ".
ومِمَّا يحثك عَلَى التأهب والاستعداد للموت والابتعاد عن المعاصي أن تمثل نفسك عِنْدَ بعض زللك كأنه يؤمر بك إلي النار التي لا طاقة لمخلوق بها.
وتصور نفاد اللذة وذهابهَا وبقاء العار والعذاب.
تَفْنَى اللَّذَاذَةُ مِمَّنْ نَالَ شَهْوَتَهُ ... مِنَ الحَرَامِ وَيَبْقَى الإثُمُ وَالعَارُ
تَبْقَى عَوَاقِبُ سُوْءٍ فِي مَغَبَّتهَا ... لاَ خَيْرَ فِي لَذَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا النَارُ
عن أَبِي هُرَيْرَةِ عن النَّبِيّ ? أنه قال: " ناركم هذه ما يوقَدْ بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءًا من حر جهنم ". قَالُوا: وَاللهِ إن كانت لكافية.
وَقَالَ بعض السَّلَف: ربما مثل لي رأسي بين جبلين من نارٍ وَرُبَّمَا رأيتني أهوي فيها حتي أبلغ قعرها فَكَيْفَ تهنأ الدُّنْيَا من كانت هذه صفته.
وكَانَ عمر رَضِيَ اللهُ عنهُ ربما توقَدْ لَهُ النار ثُمَّ يدني يديه منها ثُمَّ يَقُولُ: يا ابن الخطاب هل لك عَلَى هَذَا صبر.
ومِمَّا يحثك عَلَى الاستعداد وتفقد شؤنك وأمرك ذكر أحوال كثير من السَّلَف الصالح الَّذِي أقلقهم خوف الحساب والْعَذَاب فِي البرزخ والنار.