وقيل: إن فِي التوراة أنَّ الله قال لموسي عَلَيْهِ وعَلَى نبينا أفضل الصَّلاة والسَّلام [عظم الحكمة فإني لا أجعل الحكمة فِي قلب عبد إلا وأردت أن أغفرَ لَهُ فتعلمها ثُمَّ اعمل بِهَا ثُمَّ ابذلها كي تنال بذَلِكَ كرامتي فِي الدُّنْيَا والآخرة] .
وأخرَجَ أبو يعَلَى الموصلي من حديث عُمَر بن الْخَطَّاب رَضِيَ اللهُ عنهُ عن النَّبِيّ ? قال: إني أوتيت جوامِعَ الكلم وخواتمه واختصر لي الكلام اختصاراً وَقَالَ ?: أعطيت جوامِعَ الكلم واختصر الْحَدِيث لي اختصاراً.
وَقَالَ لقمان: إن الْقَلْب يحيا بالكلمة من الحكمة كما تحيا الأرض بوابل المطر.
وَقَالَ أبان بن سليم: كلمة حكمة من أخيك خَيْر لك من مالٍ يعطيك.
وَقَالَ بعض الحكماء الحكمة صديقة العقل، وميزان العدل، وعين البيان، وروضة الأرواح، ومزيحة الهموم عن النُّفُوس بإذن الله.
وأنس المستوحش وأمن الخائف ومتجر الرابح وحظ الدُّنْيَا والآخرة بإذن الله لمن وفقه الله.
وسلامة العاجل والآجل لمن وفقه الله.
وَقَالَ آخر: الحكمة نور الأبصار وروضة الأفكار ومطية الحلم وكفيل النجاح.
وضمين الْخَيْر والرشد والداعية إلي الصواب والسفير بين العقل والقلوب.
لا تندرس آثارها ولا تعفو ربوعها كُلّ ذَلِكَ لمن وفقه الله تعالى.
وروي عن الشعبي أنه قال: لَوْ أن رجلاً سافر من أقصي الشام إلي أقصي اليمن ليسمَعَ كلمة واحدة ينتفع بِهَا فيما يستقبل من عمره ما رَأَيْت أن سفره قَدْ ضاع.
وَقَالَ بعض الْعُلَمَاء من تفرد بالعلم لم توحشه الخلوة ومن تسلي