فإن اقتحم هذه العقبة ونجا منها ببصيرة الهداية وسلم معه نور الإيمان طلبه عَلَى:

" العقبة الثانية ":

وهي عقبة البدعة إما باعتقاد خلاف الحق الَّذِي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه، وإما التعبد بما لم يأذن به الله، من الأوضاع والرسوم المحدثة فِي الدين التي لا يقبل الله منها شيئاً.

والبدعتان فِي الغالب متلازمتان قل أن تنفك إحداهما عن الأخري، كما قال بَعْضهمْ: تزوجت بدعة الأقوال ببدعة الأعمال، فاشتغل الزوجان بالعرس فلم يفجأهم إلا وأولاد الزنا يعيشون فِي بلاد الإسلام، تضج مِنْهُمْ العباد والْبِلاد إلي الله تعالى.

وَقَالَ شيخنا: تزوجت الحَقِيقَة الكافرة بالبدعة الفاجرة فتولد بينهما خسران الدُّنْيَا والآخرة.

فإن قطع هذه العقبة وخلص منها بنور السنة واعتصم منها بحَقِيقَة المتابعة وما مضي عَلَيْهِ السَّلَف الأخيار من الصحابة والتابعين لهُمْ بإحسان.

وهيهات أن تسمح الأعصار المتأخرة بواحد من هَذَا الضرب، فإن سمحت به نصب لَهُ أَهْل البدع الحبائل وبغوه الغوائل وقَالُوا: مبتدع محدث، فإِذَا وفقه الله لقطع هذه العقبة طلبه عَلَى:

" العقبة الثالثة ":

وهي عقبة الكبائر فإن ظفر فيها زينها الله لَهُ وحسنها فِي عينه وسوف به وفتح لَهُ باب الإرجَاء وَقَالَ لَهُ: الإيمان هُوَ التصديق نَفْسُهُ فلا تقدح فِيه الأعمال (أي أعمال الفسوق والعصيان) .

وَرُبَّمَا أجري عَلَى لِسَانه وأذنه كلمة طالما أهلك بِهَا الخلق وهي قوله: (لا يضر مَعَ التَّوْحِيد ذنب كما لا ينفع مَعَ الشرك حسنة) والظفر به فِي عقبة البدعة أحب إليه، لمناقضتها الدين، ودفعها لما بعث الله به رسوله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015