وَنَحْنُ بَنُو الدُّنْيَا خُلِقْنَا لِغَيْرِهَا ... وَمَا كَانَ فِيهَا فَهُوَ شَيْءٌ مُحَبَّبُ
آخر: ... أَبَا الْمُغِيرَةِ وَالدُّنْيَا مُغِيرَةٌ ... وَإِنَّ مَنْ غُرَّ بِالدُّنْيَا لَمَغْرُورُ
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وصية معاذ بن جبل رضي الله عنه:
ولما أصيب أبو عبيدة (بن الجراح) في طاعون عمواص استحلف معاذ بن جبل واشتد الوجع، فقال الناس لمعاذ: ادع الله يرفع عنا هذا الزجر، قال: إنه ليس برجز ولكنه: دعوة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختص (بها) الله من يشاء منكم أيها الناس أربع خلال من استطاع أن لا يدركه شيء منهن فلا يدركه، قالوا: وما هي؟ قال: يأتي زمان يظهر فيه الباطل، ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر، ويقول الرجل: والله ما أدري على ما أنا. لا يعيش على بصيرة، ولا يموت على بصيرة ويعطَى الرجل المال من مال الله على أن يتكلم الذي يسخط الله، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة فطعن ابناه فقال: كيف تجدانكما؟ قال: يا أبانا {الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} قال: ستجدني إن شاء الله من الصابرين. . ثم طعنت امرأتاه فهلكتا، وطعن هو في إبهامه فجعل يمسها بفيه يقول: اللهم إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغير حتى هلك رحمة الله عليه. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وصية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
وعن الشعبي قال: لما حضر عبد الله بن مسعود الموت دعا ابنه فقال: يا عبد الله بن مسعود! إني أوصيك بخمس خصال فاحفظهن عني: أظهر اليأس للناس، فإن ذلك غنىً فاضل، ودع مطلب الحاجات إلى الناس، فإن (ذلك) فقر حاضر، ودع ما تعذر منه من الأمور، ولا تعمل به،