عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا خَرَجَ فِي غَزَاة كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ بِفَاطِمَةَ، وِإذَا قَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ، كَانَ أَولُ عَهْدِهِ بِفَاطِمَةَ. وَإِنَّهُ خَرَجَ لِغَزْوَةِ تَبُوكَ وَمَعَهُ عَليٌ- رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- فَقَامَتْ (208/ 2) فَاطِمَةُ، فَبَسَطَتْ فِي بَيْتَها بِسَاطاً وَعَلَّقَتْ عَلَى بَابِها سِتْراً وَصَبَغَتْ مِقْنَعَتَهَا بِزَعْفَرَانٍ فَلَمَّا قَدِمَ أَبُوهَا -صلى الله عليه وسلم- وَرَأَى مَا أَحْدَثَتْ، رَجَعَ فَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِلالاً فَقَالَتْ: يَا بِلالُ اذْهَبْ إِلَى أَبِي فَسَلْهُ مَا يَرُدُّهُ عَنْ بَابِي؟ فَأتَاهُ فَسَألَهُ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنِّي رَأيْتُهَا أَحْدَثَتْ ثَمَّ شَيْئاً". فَأَخْبَرَهَا، فَهَتَكَتِ السِّتْرَ وَرَفَعَتِ الْبِسَاطَ وَأَلْقَتْ مَا عَلَيْهَا وَلَبِسَتْ أَطْمَارَهَا، فَأَتَاهُ بِلالٌ فَأَخْبَرَهُ، فَأَتَاهَا فَاعْتَنَقَهَا وَقَالَ: "هكَذَا كُونِي، فِدَاكِ أَبِي وَأمى" (?).