تَبُوكَ (?) فَجَهِدَ الظَّهْرُ جَهْداً شَدِيداً، فَشَكَوْا إِلَى رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-مَا بِظَهْرِهِمْ مِنْ الْجَهْدِ، فَتَحَينَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مَضِيقاً سَارَ النَّاسُ فِيهِ وَهُوَ يَقُولُ: "مُرُّوا بِسْمِ الله". فَجَعَلَ يَنْفُخُ بِظُهُورِهِمْ وَهُوَ يَقُولُ: "اللَّهُم احْمِلْ عَلَيْهَا فِي سبِيلِكَ، فَإِنَّكَ تَحْمِلُ عَلَى الْقَوِيِّ وَالضَّعِيفِ، وَالرَّطْبِ وَالْيَابِسِ، فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ". قَالَ فَضَالَةُ: فَلَمَّا بَلَغْنَا الْمَدِينَةَ، جَعَلَتْ تُنَازِعُنَا أزِمَّتَهَا، فَقُلْتُ (133/ 2): هذِهِ دَعْوَةُ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فِي الْقَوِيِّ وَالضَّعِيفِ، فَمَا بَالُ الرَّطْبِ وَالْيَابِس؟. فَلَمَّا قَدِمْنَا الشَّامَ غَزَوْنَا غَزْوَةَ قُبْرُسَ وَرَأيْتُ السُّفُنَ وَمَا يدخل عَرَفْتُ دعْوَةَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- (?).