قَالَ أَبُو ذرٍّ: جَعَلَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَتْلُو هذِهِ الأيَةَ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2] [قَالَ: فَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا عَلَيٍّ] (?) حَتَّى نَعِسْتُ. فَقَالَ: "يَا أَبَا ذرٍّ، لَوْ أنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُمْ ". ثُم قَالَ: "يَا أبَا ذرٍّ كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أخْرِجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ؟ ". قُلْتُ: إلَى السَّعة وَالدَّعَةِ، أَكُونُ حَماماً مِنْ حَمَامِ مَكَّةَ. قَالَ: "فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْ مَكةَ؟ ". قُلْتُ: إِلَى السَّعَةِ وَالدِّعَةِ، أَرْضِ الشَام: اْلأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ (?). قَالَ: "فَكَيْفَ تَصْنَعُ إذَا أخْرِجْتَ مِنْهَا؟ ". قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ آخُذُ سَيْفي فَأَضَعُهُ عَلَى عَاتِقِي. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-:" أوْ خَيْرٌ مِنْ ذلِكَ؟ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِعَبْدٍ حَبَشِيٍّ مُجَدَّعٍ" (?).