وَخَتَمَهُمَا رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وَأَمَرَ بِدَفْعِهِمَا إِلَيْهِمَا، فأَما عُيَيْنَةَ فَقَالَ: مَا فِيهِ؟ فَقَالَ: فيهِ الَّذِي أَمَرْتَ بِهِ. فَقَبَّلَهُ وَعَقَدَهُ في عِمَامَتِهِ، وَكَانَ أحْكَمَ الرَّجُلَيْن " وأمَّا الأقْرَعُ فَقَالَ: أحْمِلُ صَحِيفَةً لا أدْرِي مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّس (?)؟ فَأَخْبَرَ مُعَاوِيةُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم-،ثُمّ خَرَجَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لِحَاجَتِهِ، فَمَرَّ بِبَعِيرٍ مُنَاخٍ عَلَى بَاب الْمَسْجِدِ فِي أولِ النَّهَارِ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ فِي آخِرِ النَّهَارِ وَهُوَ فِي مَكَانِهِ، فَقَالً: "أيْنَ صاحِبُ هذَا الْبَعِير؟ ". فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ، فَقَالَ: "اتقُوا اللهَ فِي هذِهِ الْبَهَائِمِ، ارْكبُوهَا صِحَاحاً، وَكلُوهَا سِمَاناً- كَالْمُتَسَخِّطِ (?) أنْفاً (?) - إِنَّهُ مَنْ سَألَ شَيْئاً وَعِنْدَة مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا يُغْنِيهِ؟ قَالَ: "مَا (?) يُغَدِّيهِ أوْ يُعَشِّيهِ" (?).