وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ:
ومَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إلَّا لَتَضْرِبي ... بِسَهْمَيْكِ في أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ
أيْ: في نَوَاحِي قَلْبٍ مُعَذَّبٍ هَالِكٍ، كأَنَّهُ قَتِيلٌ، وفي سَهْمَيْها قَوْلَانِ؛ أَحَدُهُما: أنَّهُما عَيْنَاهَا، لَمَّا بَكَتْ لَحَظَتْهُ بِهِمَا، فَكَأَنَّها رَمَتْهُ بِسَهْمَيْنِ، والثَّانِي: أَنَّه كِنَايَةٌ واستِعَارَةٌ، مَقْصُودُها أَنَّها مَلَكَتْ قَلْبَهُ، واستَوْلَتْ عَلَيْهِ، كما يَسْتَوْلي اليَاسِرُ على الجَزورِ بِسَهْمَيْهِ؛ الرَّقِيْبُ والمُعَلَّى على ما ذُكِرَ في صِفَةِ المَيْسِرِ.
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ:
وبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرَامُ خِبَاؤُها