معقولة منزهة تدركها عقولنا.
فنقول أولًا: هذا السؤال الذي قال فيه مالك بن أنس: "والسؤال عن هذا بدعة". ولكن نجيب ونقول: أعرفتَ أيها المتنطع السائل الضال كيفية الذات المقدسة الكريمة المتصفة بصفة النزول، وصفة اليد، وصفة الاستواء، وصفة السمع والبصر والقدرة والإرادة والعلم؟ فلا بد أن يقول: لا. فنقول: معرفة كيفية الصفة متوقفة على معرفة كيفية الذات، إذ الموصوفات تختلف باختلاف ذواتها.
ونضرب مثلًا -ولله المثل الأعلى- فإن الأمثال لا تضرب لله.
ولكن الأحرويات لا مانع منها كما جاء بها القرآن. فنقول -مثلًا- كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله: لفظة (رأس) الراء والهمزة والسين، "رأس" هذه الكلمة أضفها إلى المال، وأضفها إلى الوادي، وأضفها إلى الجبل. قل: رأس المال. رأس الوادي. رأس الجبل. فانظر ما صار من الاختلاف بين هذه المعاني بحسب هذه الإضافات، وهذا في مخلوق ضعيف مسكين، فما بالك بالبون الشاسع الذي بين صفة الخالق جل وعلا وصفة المخلوق؟ !
وختامًا يا إخوان نوصيكم وأنفسنا بتقوى الله وأن تتمسكوا بهذه الكلمات الثلاث:
1 - أن تنزهوا ربكم عن مشابهة صفات الخلق.
2 - أن تؤمنوا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - إيمانًا مبنيًّا على أساس التنزيه على نحو {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ