{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ} [الجمعة / 2] وجمع المثالين في قوله: {تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} [المائدة / 4].
ووصف نفسه جل وعلا بأنه يُنبِّئ ووصف المخلوق بأنه يُنَبِّئ، وجمع بين الصفة الفعل في الأمرين في قوله جل وعلا: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَال نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)} [التحريم: 3] ولا شك أن ما وُصِف الله به من هذا الفعل مخالف لما وُصِف به منه العبد، كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق.
وصف نفسه بصفة الفعل الذي هو الإيتاء. قال جل وعلا: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة / 269] {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} [هود / 3] ووصف المخلوقين بالفعل الذي هو الإيتاء، قال: {وَآتَيتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} [النساء / 20]. {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء / 4] ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به العبد من هذا الفعل كمخالفة ذاته لذاته.
ثم نتكلم على الصفات الجامعة، كالعلو والعِظَم والكِبَر والملك والتكبُّر والجبروت والعزة والقوة، وما جرى مجرى ذلك من الصفات الجامعة.
فنجد الله وصف نفسه بالعلو والكِبَر والعِظَم، قال في وصف نفسه