وقوله:1- ومنها أن فيها شهادة لما ذكر عن بعض السلف: أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها.

وقوله: ومنها أنها تفيد القاعدة المعروفة: إن الجزاء من جنس العمل، وذلك أنه قصد الترفع، فقيل له: {فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} 2 فقصد العز فأذله الله بأنواع من الذل3.

وهكذا يسعى الشيخ لتحقيق شمولية الاستفادة من القصة بكل ما فيها من عبرة وعظة أو استدلال وتقرير لقاعدة أو مسألة إذ القرآن الذي حكاها لنا من لدن حكيم خبير. وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه.

2- وتارة ينحى منحى الإيجاز في الاستنباط من القصة والإشارة إلى رؤوس الفوائد والمسائل وعدم التفصيل فيها فهو يسير بهذا على منهجه الاستنباطي المقتضب غالباً في تفسيره، وذلك كاستنباطه من قصة موسى وفرعون، فمن ذلك قوله مستنبطاً من قول الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} الآية4.

هذا وحي إلهام ففيه إثبات كرامات الأولياء.

الثانية: أنها أمرت بإلقائه في اليم وبشرت بأربع.

الثالثة: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ} فيه حكمة هذا الالتقاط.

الرابعة: أن اللام لام العاقبة.

الخامسة: أن الإنسان قد يختار ما يكون هلاكه.

السادسة: أن ذلك القدر بسبب خطايا سابقه5.

وقوله: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ} الآية6.

فيه أن المرأة الصالحة قد يتزوجها رجل سوء.

الثانية: قولها: {قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} فيه محبة الفأل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015