فلما سمع أميرها الإمام محمد بن سعود بذلك، وشرح الله صدره لنصرة التوحيد قام مسرعاً فأتى الشيخ في بيت أحمد بن سويلم فسلم عليه ورحب به وقال: أبشر ببلاد خير من بلادك، وأبشر بالعز والمنعة.
فقال الشيخ:- وأنا أبشرك بالعز والتمكين، وهذه كلمة "لا إله إلا الله" من تمسك بها، وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد، وهي كلمة التوحيد، وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم.
وبين له ما كان عليه الرسول "صلى الله عليه وسلم"، وما دعا إليه، وما كان عليه صحابته "رضي الله عنهم أجمعين" من بعده، وما أمروا به، وما نهوا عنه، وأن كل بدعة ضلاله، وما أمرهم الله به من الجهاد في سبيله وأغناهم به وجعلهم إخوانا.
ثم أخبره بما عليه أهل نجد في زمنه من مخالفة لشرع الله بالشرك به تعالى والبدع والاختلاف، وإعراض عن القرآن وتفهمه والعمل به.
فتحقق الإمام معرفة التوحيد، وعاهد الشيخ على النصرة والتأييد، فهيأ الله لهذه الدعوة المباركة قوة السنان والسلطان، كما هيأ لها قوة الإيضاح والبيان1.
فقام الشيخ بالدعوة إلى الله بلسانه وبيانه معلماً، وواعظاً، ومدرساً، وبقلمه مؤلفاً، ومكاتباً، وبنفسه مجاهداً في سبيل الله، نصرة لدينه وإعلاء لكلمته، يؤازره هذا الإمام الراشد وأعوانه حتى آتت هذه الدعوة المباركة ثمارها، وعاد للعقيدة صفاؤها ودورها في الحياة فاستبان الناس الحق ووضح لهم الصواب وانكشفت عنهم غياهب الجهل والشك والارتياب.
وعادوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم قراءةً وتفهماً وتدبراً وإستنباطاً واستدلالاً واهتداءً بهما.
وما تزال هذه الدعوة المباركة تؤتي ثمارها كل حين بإذن ربها منتشرة