الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} 1
تعريفه سبحانه بالأحاديث المفتراة وإقبال الأكثر عليها واشتراء الكتب المصنفة بغالي الأثمان وتكبر من اشغل بها وظنه أنه أفضل ممن لم يشتغل بها وزعمه أنها من العلوم الجليلة ومع هذا معرض عن قصص الأنبياء مستحقر له زاعم أنه علم العوام الجهال2.
ويقول مستنبطا من قول الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} 3 الآية كون أناس من أهل الكتاب إذا وقعت المسألة وأرادوا إقامة الدليل عليها تركوا كتاب الله كأنهم لا يعلمون واحتجوا بما في الكتب الباطلة4.
ويهدف الشيخ من استنباطه هذا إضافة إلى إيضاح حال القوم – إلى التحذير من فعلهم بالاحتجاج بالكتب الباطلة وترك كتاب الله كما يظهر ذلك من خلال السياق القرآني لأن الله تعالى وصفهم يهذا الوصف في معرض الذم لهم ففيه تحذير من سلوك سبيلهم.
ويقول عند هذه الآية أيضا:
إن في من يدعي العلم من اختار كتب السحر على كتاب الله.
وأنهم يعارضون به كتاب الله وإن اتباع غير كتاب الله ضلال5.
ثم يقول: لا تأمن الكتب ولا من ينتسب إلى العلم على دينك6.
وهو يعني كتب الضلالة كتلك التي اتبعها اليهود ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم.