سادساً: الإيمان بالقدر.
يوضح الشيخ هذا الركن من خلال الآيات فيقول عند قوله تعالى: {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ} 1 فهذا القدر، يهدي من يشاء ويضل من يشاء 2.
وينص الشيخ على هذا الركن في آيات كثيرة ولا يخوض فيه بل يشير، إلى بعض ما يظهر من الآيات المتعلقة بالقضاء والقدر.
فيقول في قصة آدم وإبليس كما تقدم: فيها الدلالة على القدر خيره وشره والقصة تفيد المعني العظيم المذكور في قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه} 3 حيث أنظره الله فلم ينزع إلى التوبة، بل ازداد معصية، فهذا من عجائب القدر، كيف صدر هذا منه مع علمه وعبادته4.!
ومن خلال هذه القصة يحذر الشيخ من معارضة القدر بالرأي لقوله: {أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} 5 وهذه بلية عظيمة لا يتخلص منها إلا من عصمه الله، لكل مقل ومكثر6.
كما يذكر الشيخ عند قول الله تعالى إخبارا عن قول إبليس: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} 7: أن الاحتجاج بالقدر على المعاصي من طريقة إبليس8. فيجب أن يقول المرء كقول أبويه: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} 9. وقد احتج به المشركون والعياذ بالله متبعين لمنهج إبليس هذا كما أخبر الله عنهم بقوله: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا