والخامسة والسابعة مستنبطتان من قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ} 1.

وعند تصنيفه لما اشتملت عليه قصة "موسى والخضر" من العلوم ذكر العلم الثاني: ما يتعلق بأحوال الأنبياء. وفيه مسائل2: "وهي مستنبطة من الكتاب والسنة على أساس أن السنة تبين القرآن".

الأولى: أن النبي يجوز عليه الخطأ "كما وقع من موسى عليه السلام حين نفى أن يكون في الأرض من هو أعلم منه"3.

الثانية: أنه يجوز عليه النسيان وذلك كما نسي فتاه الحوت، ونسي هو شرط الخضر ثم اعتذر بالنسيان فقال: {لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيت} 4.

الثالثة: فضيلة نبينا "صلى الله عليه وسلم" بعموم الرسالة لقوله: موسى بني إسرائيل.

الرابعة: ما جبل عليه موسى عليه السلام من الشدة في أمر الله "لقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً} 5.

الخامسة: أنه لا ينكر إصابة الشيطان للأنبياء بما لا يقدح في النبوة لقوله: {نَسِيَا حُوتَهُمَا} 6 مع قوله: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ} 7.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015