بعد إسلامهم، فكيف بمن فعلها في تاج وأمثاله1؟.
وقوله: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} هذا فيه أمران أحدهما: سؤال الإعانة من الله وهو التوكل، "والثاني" التبريء من الحول والقوه، وأيضاً: طلب الإعانة من الله كما مرأنها من نصف العبد 2.
فقد بين هنا العبادة، وأهميتها، وان الدين كله دائر بين معاني: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ووضح معنى كل منهما.
ويوضح الشيخ عند قول الله تعالى إخبارا عن قول إبراهيم لأبيه: {أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً} 3 أن أعظم شيء عند المسلم آلهة ومعبودة فيقول: قوله: {أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً} السؤال عن معنى الآلهه؟ فإنها جمع إله، وهو أعلى الغايات عند المسلم والكافر، فكيف يتغذ جمادا؟! وهذا أعجب وأبعد عن العقل من جعل الحمار قاضيا، لأن الحيوان أكمل من الجماد فإذا كان هذا من خشب أو حجر لم يعص الله فكيف بمن اتخذ فاسقا إلها مثل نمرود وفرعون؟! فإن كان اتخذه بعد موته فأعجب وأعجب4.
ويوضح الشيخ في بداية تفسيره عند الكلام على الاستعاذة والبسملة بعض أنواع العبادة والإخلاص فيها فيقول: فمعنى "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ألوذ بالله واعتصم بالله وأستجير بجنابه من شر هذا العدو أن يضرني في ديني أو دنياي، أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه، لأنه أحرص ما يكون على العبد إذا أراد عمل الخير من صلاة أو قراءة وغير ذلك. وذلك أنه لا حيلة لك في دفعة إلا بالاستعاذة بالله لقوله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} 5 فإذا طلبت