وقد نبه الشيخ على هذا أيضاً عند قول الله تعالى إخباراً عن يوسف: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ. فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} 1.

فقال- استفتاحه الدعاء بربه وقوله: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ} 2.

فأشار بهذا إلى توسله إلى الله عز وجل بهذا الوصف وهو الربوبية "رب" ففيه معنى التربية والعناية، ومن كان بهذه الصفة فهو الذي يجأر إليه في الشدائد، ويدعى في الملمات، فكان من لطف هذا الرب المربي بالنعم التفضل على عبده بالإجابة، وصرف الكيد عنه وهذا من كمال عناية الرب تعالى بمربوبه. "والله أعلم ".

وهكذا يسير الشيخ في بيان آيات الصفات ومعانيها وما يستنبط منها على المنهج الصحيح فيقررها، ويبين معانيها، وأهميتها، وثمرتها، ولا يحرف معانيها أو يتاولها على غير تأويلها. "ولله الحمد والمنة".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015