حَفِيظٌ عَلِيمٌ} حافظ للحساب، عليم بالألسن1.
ثم اختار القول الأول وهو قول قتادة وابن إسحاق.
بينما يظهر من كلام الشيخ استفادته من كلا القولين، وعدم قصره العلم على جانب دون جانب.
ومن ذلك أيضاً تعليله قول يعقوب عليه السلام: {يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ} الآية2: أنه خاف عليهم من العين3.
وهذا التعليل الذي ذكره وردعن ابن عباس ومجاهد وقتادة وجمهور المفسرين4 ومن سيره على منهج السلف، أنه يبنى استنباطاته أحياناً على تفسيراتهم وأقوالهم فمن ذلك قوله مستنبطاً من قول الله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 5 معرفة أن لا إله إلا الله عمل6.
ووجه ذلك أنه قد ورد عن بعض السلف كأنس ومجاهد أن المراد بقوله: {عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أي عن لا إله إلا الله7.
فاستنبط الشيخ من ذلك أن لا اله إلا الله عمل، مشيراً بذلك إلى أن العقيدة كما هي اعتقاد وقول فهي عمل أيضاً.
ومن ذلك قوله ضمن المسائل المستنبطة من قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ. لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} 8 الإيمان بالقدر9.