وقوله منكراً طاعة الأئمة في مخالفة أمر الله تعالى بعد سياقه قول الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} 1 الآية. فقد فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة بعده بهذا الذي تسمونه "الفقه" وهو الذي سماه الله شركا واتخاذهم أرباباً، لا أعلم بين المفسرين في ذلك اختلافاً2.

ففي هذه الأقوال وغيرها دليل على ما ذكرت من اطلاعه على تفاسير السلف والمفسرين عموماً، وأنه لا يفسر القرآن بمعزل عن ذلك.

وكما أطلع على تفاسيرهم، وأستفاد منها، فقد حث على العناية بها، والاطلاع عليها، وفهمهما والاستفادة منها.

فأنظر إلى قوله بعد أن ذكر بعض العلماء وذكر منهم ابن جرير وابن قتيبة وأبا عبيد: فهؤلاء إليهم المرجع في كلام الله، وكلام رسوله، وكلام السلف، وإياك وتفاسير المحرفين للكلم عن مواضعه، وشروحهم، فإنها القاطعة عن الله وعن دينه3.

وقوله بعد أن ذكر بعض الآيات: واطلب تفاسير هذه الآيات من كتب أهل العلم، وأعرف من نزلت فيه، وأعرف الأقوال والأفعال التي كانت سببا لنزول هذه الآيات4.

وغير ذلك مما هو دال على ما ذكرت من عنايته بكلام السلف من المفسرين، ولا شك أنه قد ظهرت آثار هذه العناية في تفسيراته برأيه الذي استضاء فيه بهذه الآراء كما سيتضح ذلك في غير موضع من تفسيره.

ومن ذلك:

قوله ضمن المسائل المستنبطة من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015