عليهم بما لا يفهمون.
وقوله عند قول الله تعالى: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} 1 قوله: {لِلْعَالَمِينَ} فيه تكذيب من قال لا يعرفه إلا المجتهد2.
ووجه ذلك: أن العالمين كل من سوى الله تعالى.
وقوله عند قول الله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً} الآية3:.... ومعلوم أن الهدى هو هذا القرآن، فمن زعم أن القرآن لا يقدر على الهدى منه إلا من بلغ رتبة الاجتهاد فقد كذب الله في خبره أنه هدى، فإنه على هذا القول الباطل لا يكون هدى إلا في حق الواحد من الآلاف المؤلفة، وأما أكثر الناس فليس هدى في حقهم، بل الهدى في حقهم أن كل فرقة تتبع مما وجدت عليه الآباء، فما أبطل هذا من قول! وكيف يصح لمن يدعي الإسلام أن يظن في الله وكتابه هذا الظن4؟ .
وقد بين الشيخ ستة أصول عظيمة مفيدة بينها الله تعالى بياناً واضحاً وجهلها الكثير من الناس، والأصل السادس رد به على أصحاب هذه المقالة فقال5: رد الشبهة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة، وإتباع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة، وهى أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق، والمجتهد هو الموصوف بكذا وكذا، أوصاف لعلها لا توجد تامة في أبى بكر وعمر، فإن لم يكن الإنسان كذلك فليعرض عنهما حتما لا شك ولا إشكال فيه، ومن طلب الهدى منهما فهو إما زنديق، وإما مجنون لأجل صعوبة فهمهما، فسبحان الله وبحمده كم بين الله سبحانه شرعاً وقدراً وخلقاً وأمراً في رد هذه الشبهة الملعونة من وجوه شتى بلغت إلى حد