شزراً، اتهمناه على القوم يعني على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم"1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "من لعن أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كمعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ونحوهما ... فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين، وتنازع العلماء هل يعاقب بالقتل؟ أو ما دون القتل ... " 2. وقال أيضاً: " ... "ومعاوية لم يدّع الخلافة، ولم يبايع له بها حين قاتل علياً، ولم يقاتل على أنه خليفة، ولا أنه يستحق الخلافة، ويقرون له بذلك، وقد كان معاوية يقر بذلك لمن سأله عنهن ولا كان معاوية وأصحابه يرون أن يبتدوا علياً وأصحابه بالقتال ... " 3. وقال: " ... فمن لعنهم فقد عصى الله ورسوله ... " 4.
فهذا موقف السلف من "أمير المؤمنين ملك الإسلام" 5 "معاوية بن أبي سفيان" ـ رضي الله عنهما ـ وقد روى المحدثون في فضائله أحاديث وأفردوا لذلك أبواباً وفصولاً 6، ومن هنا تعلم مدى تقصير الشيخ رشيد في حق هذا الصحابي الجليل المشهود له بالفقه والأمانة، وبكل أسى فقد اشتهر الطعن فيه، لا سيما في المتأخرين، ومن المنتسبين لأهل السنة 7، وذاع ذلك حتى بين العامة، ورحم الله تعالى أمير المؤمنين وخليفة رسول رب العالمين، وكاتب الوحي الأمين، وسائر أصحاب نبينا، والتابعين لهم بإحسان ومن أحبهم وترضى عنهم.