وقد قرن الله تعالى ذكر الصلاة والأمر بها والإخلاص فيها بذكر النسك وهو الذبح واقتصر على ذلك في قوله: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي ... } 1 وقوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} 2، وجمع بينهما واقتصر عليه والسبب في ذلك –كما يقول الشيخ رشيد-: "هو كونها أعظم مظاهر العبادة التي فشا فيها الشرك فأما الصلاة فروحها الدعاء والتعظيم توجه القلب إلى المعبود، والخوف منه والرجاء فيه؟، وكل ذلك مما يقع فيه الشرك ممن يغلون في تعظيم الصالحين وما يذكر بهم كقبورهم أو صورهم وتماثيلهم وأما الحج والذبائح فالشرك فيهما أظهر ... إن كون الصلاة والنسك لا يكونان في الدين الحق إلا خالصين لله وحده أمر ظاهر يعد من ضروريات الدين ... "3.

وأما أحسن ما قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله تعالى فلا ريب أن الصلاة والذبح لا يكونان في الدين الحق –إلا لله وحده- فلا جرم أن يكون إخلاصهما توحيدا والشرك فيهما هو الشرك.

خامسا: التوسل.

معنى الوسيلة:

تدل الواو السين واللام على الرغبة والطلب4 والحاجة5

قال عنترة: إن الرجال لهم إليك وسيلة، أي: حاجة6.

وقال لبيد: بلى كل ذي دين إلى الله واسل7، أي: راغب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015