جميع متأخري الأشعرية 1. وأما السلف رحمهم الله فلم يختلف منهجهم في إثبات الصفات، فقد مشوا على صراط مستقيم، هو إثبات ما أثبته الله لنفسه دون تحريف أو تعطيل أو تمثيل، وتنزيه الله تعالى عن مشابهة خلقه، كما مر تفصيله.
والمقصود الآن معرفة المنهج الذي سار عليه الشيخ رشيد رضا في هذا الباب.
أولاً: الوجه:
صفة الوجه من صفات ذات الله تعالى 2 ثبتت بالكتاب والسنة، قال الله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ} 3 وقال: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} 4.
وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم بوجه الله تعالى 5 وفي الحديث: " ... لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره" 6.
وبناءً على ذلك أثبت أهل السنة هذه الصفة 7. وتأولها المتكلمون 8.