والتخييل وتشبيه الغائب بالشاهد، ليفهم الجمهور ذلك 1. وصفات الله عندهم سلبية محضة أو إضافية محضة أو مؤلفة منهما، لأن السلوب والإضافات لا توجب كثرة في الذات 2.

ثانياً المعتزلة:

ورغم أن واصل بن عطاء 3 قد جرى في نفيه للصفات على أمر بسيط هو استحالة وجود إلهين قديمين أزليين 4، إلا أن من جاء بعده قد تأثروا بالفلاسفة وركبوا هذه الفكرة واعتمدوا على نفس شبهة الفلاسفة ووصلوا إلى نفس النتيجة، فقالوا: إن الله عالم بذاته قادر بذاته لا بعلم ولا قدرة هي صفات قديمة ومعانٍ قائمة به 5. فالمعتزلة ينكرون كالفلاسفة صفات أزلية قديمة قائمة بذاته تعالى، وإن كانوا يثبتون أحكام هذه الصفات لذاته تعالى 6، قال عبد الجبار وهو يحكي ما أجمع عليه أصحابه: "أجمعوا على أن الله تعالى واحد ... فمرادهم أنه واحد في صفاته التي يبين بها عن سائر الموجودات ... وقالوا: قادر بذاته ... وقالوا: عليم بذاته.. ليبين من القادر بقدرة" 7. والفرق بين صفة القدرة والعلم لله تعالى وللمخلوق أن الله تعالى "قادر بذاته عالم بذاته ... بخلاف الإنسان فإنه عالم بعلم وقادر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015