إجماع السلف على ذلك، فيقول: "ولإجماع السلف على أن الإيمان قول وعمل واعتقاد" 1. وعلى هذا يحمل قول رشيد رضا "الإيمان الصحيح يقتضي العمل" 2، وقوله "العمل الصالح أثر لازم للإيمان ... "3، ولأنه يصرح بتعريف الإيمان شرعاً فيقول: "ويطلق الإيمان في عرف الشرع على مجموع العلم والاعتقاد والعمل بموجبه" 4، ويقول: "وهذا هو الإيمان الصحيح المرضي عند الله تعالى" 5. إذن فلا يلتبس قول رشيد رضا بقول مرجئة الفقهاء الذين يقولون: إن العمل لازم للإيمان وليس داخلاً في تعريفه 6.
ويبقى أن نشير إلى أن رشيد رضا قد استقى مذهبه هذا من كتابات ابن تيمية والشاطبي، فيقول: "الإيمان الصحيح يقتضي العمل.. وقرره الأئمة المحققون كحجة الإسلام الغزالي 7 وشيخ الإسلام ابن تيمية 8 والمحقق الشاطبي 9 والأستاذ الإمام 10." 11.
ومهما يكن من شيء فإن هذا الموقف الذي اتخذه الشيخ رشيد رضا من تعريف الإيمان موقف صحيح، دلت عليه آيات الكتاب وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأجمع عليه السلف.