أن الشيخ رشيد ينسب إلى " المدرسة العقلية" فيكون من المناسب معرفة موقفه من العقل كمصدر من مصادر المعرفة.
يقرر الشيخ رشيد أن الإسلام هو "دين العقل والفكر" 1.ومن محاسن الإسلام التي أراد الشيخ رشيد أن يميزها: "انطباق عقائده على العقل وآدابه على الفطرة وأحكامه على درء المفاسد وجلب المصالح" 2. وجعل هذه العبارة هي المقدمة الأساسية في كل جزء من تفسيره.
فيرى أن العقائد الإسلامية تنطبق على العقل أي توافقه ولا تخالفه، وأنه يقبلها ويفهمها، فالعقل الصريح لا يمكن أن يعارض أبداً نصاً صحيحاً. ولذلك فإن الشيخ رشيد يقارن بين ورود كلمة " العقل" في القرآن الكريم، وبين ورودها في الكتب المقدسة المتداولة، ويقرر أنها ـ أي كلمة العقل ـ وما في معناها ـ ليست موجودة ولا مرة واحدة في هذه الكتب ـ بينما كثر ووردها في القرآن3.
وأما ورود "العقل" في القرآن فأكثره كما يقول الشيخ رشيد: "قد جاء في الكلام على آيات الله، وكون المخاطبين بها والذين يفهمونها ويهتدون بها هم العقلاء، ويراد بهذه الآيات في الغالب آيات الكون الدالة على علم الله ومشيئته وحكمته ورحمته.. ويلي ذلك في الكثرة آيات كتابه التشريعية ووصاياه، كقوله تعالى في تفصيل الوصايا الجامعة من آخر سورة الأنعام: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} 4… وجعل إهمال استعمال العقل سبب عذاب الآخرة بقوله في أهل النار.. {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} 5.. وكذلك آيات النظر العقلي والتفكر كثيرة