بظاهر القرآن ورفض التأويل، موقفان صحيحان ولا يعكر عليهما إلا وقوع الشيخ رشيد فيما رفضه وعارضه من التأويل، ومن ذلك ما فعله ـ متابعة لشيخه محمد عبده ـ عند تأويله للحوار الذي دار بين الله تبارك وتعالى والملائكة 1،وسكوته عن هذا التأويل أو بالأحرى عن هذا العبث، وكذلك تأويله لقصة البقرة في سورتها 2،وتأويل "محمد عبده" للملائكة 3. مما جعل الشيخ رشيد هدفاً للطعن عليه فيما بعد4، وكثيراً ما حاول الشيخ رشيد أن يجد تفسيراً لبعض الآيات يكون "مقبولاً" لدى العقول العصرية، مثلما فعل في حجارة قوم لوط 5، وسيأتي بيان موقفه من التأويل تفصيلاً إن شاء الله تعالى في موضعه.

وموقف آخر لا نحمده له ـ فيما يتعلق بمنهجه في الاستدلال بالقرآن هو موقفه من نسخ التلاوة، وأريد أن أقف قليلاً عنده.

النسخ:

النسخ من مباحث علمي "الأصول وعلوم القرآن" فهو يُبحث في العلمين.

وهو في اللغة: الرفع والإزالة 6. كما أنه يستعمل في النقل أيضاً 7.

وشرعاً هو: إزالة الخطاب الدال على ارتفاع الحكم الثابت بالخطاب المتقدم على وجه لولاه لكان ثابتاً به مع تراخيه عنه8.والنسخ ثلاثة أنواع:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015