مميزة معروفة باسم الصوفية، ويتوخّى المتصوفة تربية النفس، والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف (?)
والمشاهدة لا عن طريق اتباع الوسائل الشرعية، ولذا جنحوا في المسار حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية: الهندية والفارسية واليونانية المختلفة. ويلاحظ أن هناك فروقاً جوهرية بين مفهومي الزهد والتصوف أهمها: أن الزهد مأمور به، والتصوف جنوح عن طريق الحق الذي اختطَّه أهل السنة والجماعة؛ وقد اختُلف في مرجع تسميتها بالصوفية كما ساق الخلاف الشيخ - رحمه الله - في كلامه السابق، وهو ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية (?) وابن خلدون (?) وطائفة كبيرة من العلماء من أنها نسبة إلى الصُّوف، إذ كان شعار رهبان أهل الكتاب الذين تأثر بهم الأوائل من الصوفية، وبالتالي فقد أبطلوا كل الاستدلالات والاشتقاقات الأخرى على مقتضى قواعد اللغة العربية، مما يبطل محاولة نسبة الصوفية أنفسهم لأهل الصفة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو محاولة نسبة أنفسهم إلى علي بن أبي طالب والحسن البصري، وسفيان الثوري - رضي الله عنهم - وهي نسبة تفتقر إلى الدليل ويعوزها الحجة والبرهان؛ أما تعريف التصوف في الاصطلاح فقد اختلف فيه اختلافاً كثيراً،