و (التوحيد العملي الإرادي): أن لا يعبد إلا إياه فلا يدعو إلا إياه ولا يتوكل إلا عليه ولا يخاف إلا إياه ولا يرجو إلا إياه ويكون الدين كله لله " (?).

النوع الثالث - توحيده جلَّ وعلا في أسمائه وصفاته. وهذا النوع من التوحيد ينبني على أصلين:

الأول - تنزيه الله جلَّ وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم. كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} الشورى: 11.

والثاني - الإيمان بما وصف الله به نفسه. أو وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - على الوجه اللائق بكماله وجلاله. كما قال بعد قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} الشورى: 11، مع قطع الطمع عن إدراك كيفية الاتصاف، قال تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)} طه: 110 (?).

وما ذهب إليه الشيخ عبد الرزاق - رحمه الله - من تقسيم التوحيد، موافق للحق الذي عليه أهل السنة والجماعة.

قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله -: " وفائدته -أي التوحيد- تصحيح العقيدة، والسلامة في العواقب، ونيل السعادة في الدارين" (?).

قال ابن القيم (?)

- رحمه الله -: " اعلم أن حاجة العبد إلى أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً -في محبته، ولا في خوفه، ولا في رجائه، ولا في التوكل عليه، ولا في العمل له، ولا في الحلف به، ولا في النذر له، ولا في الخضوع له، ولا في التذلل والتعظيم والسجود والتقرب-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015