وبهذا يعلم أن أهل السنة والجماعة وسط في موالاة الصحابة ومن تبعهم بين الخوارج والروافض. وقد رد أهل السنة مذهب الخوارج والروافض بما تقدم من النصوص العامة في فضل الصحابة وبالنصوص الخاصة في فضل واحد أو جملة منهم" (?).

روى أصحاب السنن من طريق حذيفة بن اليمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر) (?)، ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من طريق عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في شأن عثمان وتكريمه: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة) (?) ومنها ما رواه البخاري ومسلم من طريق سعد بن أبي وقاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي بن أبي طالب: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) (?) إلى غير هذا من الأحاديث الدالة على فضل الصحابة إجمالاً أو تفصيلا.

صار الناس مع صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفين ووسطاً (?).

فالخوارج جفت بعض الصحابة، وفرطت في حقهم، وكفرت علياً وعثمان - رضي الله عنهما -، والحكمين ومن رضي بالتحكيم، وتبرأت منهم (?).

أما المعتزلة فلم تجرؤ على القول بالتكفير وقالت بالتفسيق، وأن أحد الفريقين: فريق علي ابن أبي طالب أو معاوية بن أبي سفيان فاسق غير مقبول الشهادة، وزاد بعض المعتزلة بالتبرؤ من معاوية وعمرو بن العاص - رضي الله عنهما -، والتجرؤ على سب الصحابة جملة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015