"الإمساك عن ذكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر زلاتهم، ونشر محاسنهم ومناقبهم، وصرف أمورهم إلى أجمل الوجوه، من أمارات المؤمنين المتبعين لهم بإحسان الذين مدحهم الله - عز وجل - بقوله: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} الحشر: 10" (?).
والقول بذلك هو ما عليه أهل السنة والجماعة قاطبة قولاً وعملاً (?).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في تقرير عقيدتهم: " ويمسكون عما شجر بين الصحابة، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساويهم: منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه.
والصحيح منه: هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون ... " (?).
والذي عليه جمهور أهل السنة والجماعة أن علياً - رضي الله عنه - هو أولى بالحق في قتاله مع معاوية، وفي قتاله مع عائشة وطلحة والزبير - رضي الله عنهم - أجمعين (?).
قال الإمام أحمد - رحمه الله - بعد أن قيل له: ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية، قال: "ما أقول فيهم إلاّ الحسنى" (?).