سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجرّ أنهار الجنة) (?).

قال الإمام ابن خزيمة (?): معلقاً على هذا الحديث: " فالخبر يصرح أن عرش ربنا جل وعلا فوق جنته، وقد أعلمنا جل وعلا أنه مستوٍ على عرشه فخالقنا فوق عرشه الذي فوق جنته" (?).

ومعنى الاستواء: العلو، والارتفاع، والاستقرار، والصعود؛ كما قال ابن القيم:

فَلَهُمْ عِبَارَاتٌ عليها أرْبَعٌ ... قد حُصِّلَتْ لِلْفَارِسِ الطَّعَّانِ

وَهِيَ اسْتَقَرَّ وَقَدْ عَلا وَكَذِلكَ ارْ ... تَفَعَ الذي مَا فِيهِ من نُكْرَانِ

وكذاك قد صَعِدَ الذي هُوَ رابِعٌ ... وأبُو عُبَيْدَةَ صَاحِبُ الشَّيْبَانِي

يَخْتَارُ هذا القَوْلَ في تَفْسِيِرِه ... أَدْرَى مِنَ الجَهْمِيِّ بالقُرْآنِ (?).

وقد أجمع السلف -رحمهم الله- على أن الله مستوٍ على عرشه، وأنه لا يخفى عليه شيء من أعمالهم، والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين وسلف الأمة كثيرة منها:

ما أجاب به الإمام مالك - رحمه الله - السائل - عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} طه: 5، كيف استوى؟. قال له: الاستواء معلوم والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015