سبق بذلك قبل بدء الخليقة، فقد جف القلم بما يلقاه كل عبد، فمن رضي، فله الرضا، ومن سخط فله السخط.

ويشهد أن القدر ما أصابه إلا لحكمة اقتضاها اسم الحكيم جل جلاله وصفته الحكمة، وأن القدر قد أصاب مواقعه، وحل في المحل الذي ينبغي له أن ينزل به، وأن ذلك أوجبه عدل الله وحكمته وعزته وعلمه وملكه العادل، فهو موجب أسمائه الحسنى، وصفاته العلى، فله عليه أكمل حمد وأتمه، كما له الحمد على جميع أفعاله وأوامره " (?)

وبهذا يعلم أنه - سبحانه وتعالى- يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد على مقتضى الحكمة في فعله وشرعه، ويرعى في ذلك مصلحة عباده فضلاً منه ورحمة.

6 - صفة العلم

6 - صفة العلم لله - عز وجل -:

يقرر الشيخ - رحمه الله - بأن علم الله تعالى كامل وثابت له سبحانه بدليل النقل والعقل وبالنظر في كونه وشرعه (?).

ويبين الشيخ - رحمه الله - في تعليقه على تفسير الجلالين عند قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ ...} الآية المجادلة: 7، قال: "أي بعلمه وهو فوق عرشه بذاته لا يخفى عليه شيء من شؤون خلقه، وليس هذا من التأويل الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره (?)، وذلك أن كلمة (مع) موضوعة لمطلق المقارنة، فيدخل في معناها المقارنة بالعلم وبالنصر والتأييد وبالهداية والتوفيق، فتفسيرها بالعلم ونحوه تفسير لمعنى وضع له اللفظ، وصدر الآية وتذييلها يعين هذا المعنى دون المقارنة بالذات" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015