صفوان، فقام هو وأتباعه بنشر هذه البدعة بين الناس، وهم مسبوقون بإجماع الصحابة والتابعين وأئمة التفسير والفقه والحديث على إجراء النصوص كما جاءت، وإمرارها على ظاهرها إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل، عملاً بقوله تعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} الإخلاص: 1 - 4، وقوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} الشورى: 11" (?).

فإن من المعلوم ببداهة العقول أن الله تعالى كان ولا شيء معه، ثم خلق الخلق، فلما خلقهم فلا يخلو أن يكون خلقهم في نفسه، أو خلقهم خارج نفسه، والأول باطل قطعاً بالاتفاق؛ لأن الله تعالى منزه عن النقائص وأن يكون محلاً للقاذورات -تعالى الله عن ذلك- فلزم أن يكون بائناً من خلقه، وأن يكونوا هم بائنين عنه. وإذا لزمت المباينة فلا يخلو إما أن يكون فوقهم، أو تحتهم، أو عن يمينهم، أو عن شمالهم، والفوقية هي أشرف الجهات، وهي صفة كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، فوجب اختصاصه بذلك (?).

وبهذا يعلم أن من نفى شيئاً من أنواع العلو لله فقد تنقص الله وخالف مقتضى العقل والنقل.

2 - صفة اليد

2 - صفة اليد لله - عز وجل -:

قرر الشيخ - رحمه الله - إثبات اليد حقيقة لله - عز وجل - على ما يليق به سبحانه، مستدلاً بقوله تعالى {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} الفتح: 10. وقوله سبحانه {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015