الأجنبي من جوانبه، وهو ممسك بأهداب ما تغطى به من ثياب الفخر، مسترسلاً في خوده ورقوده، دائباً في ركوده وهموده.
وربما كان يلتمس الملتمس عذراً للشرقيين في كثير من الأزمان التي دهمتهم فيه الخطوب بدهيائها ... وكانوا يجهلون عاقبة إهمالهم، فلم ينتفعوا بتلك العلوم، ولم يسعوا في التحفظ على تلك البقية، ولكن ما وجه العذر لهم اليوم (?) في البقاء على حالهم الأول؟ ! وقد كشف لهم أدوار الحوادث أسباب تأخرهم، وأعلمتهم بنتائج فتورهم، وهم يعيشون في زمن سَهُلَ لهم فيه التواصل، وتوفرت لديهم معدات الانتفاع بما بقي في حوزتهم، ولكن طاب لهم الرقاد كما عذب للأجانب السهاد، فترى الأجنبيين يتغالون في اقتناء تلك البقية من كتب العلوم الشرقية، ويغارون عليها، ولا غيرة مؤلفيها). (?)