قلتُ: والناظر في حياتنا اليوم، يجد الانكباب التام على الكتب الغربية الأدبية والتاريخية، بل والعقدية والفلسفية، هذا في جانب القراء.
وأما في جانب الغالبية التي تتابع «اللهو» و «اللعب»؛ فأصبح اهتمامهم بفرق الغرب الكروية، ومسلسلاتهم، وبرامجهم الحوارية؛ أمراً ينذر بخطر.
وهذا غاية مطمع الكفار في استحواذهم عقول المسلمين، وتفريغها من ثوابتها، وتاريخها، وعظمائها، وملئها بهذه التفاهات المخالفة لديننا في كثير منها، والمنافية لقيمنا ولغتنا وثقافتنا، فإلى الله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل.
قال العلامة: عبدالسلام هارون - رحمه الله -: (أي انفكاك بين المرء وتراثه، أو بين المرء ووطنه؛ يخلق منه أمراً تتجاذبه أطراف الضياع وفقدان النفس؛ وضياعُ النفس مدعاة إلى التفكك والتخلخل، والشعور بالبؤس والمذلة اللتين لاتطيب معهما الحياة.
وإذا ذهبت في المقابلة بين جيلنا الذي نشأنا فيه، وبين هذا الجيل الذي يعيشه أبناؤنا؛ وجدنا الفرق شاسعاً بين شعورنا بكياننا العزيز الوثيق، وكيان بعض أبنائنا الذين انفصلوا عن المتعة بالتراث العربي