عنهم ما أخذوا، واقتبسوا عنهم ما اقتبسوا، ولا زال هؤلاء المنصفون يذكرون فضل معاهد الأندلس العربية، ومعاهد شمال أفريقيا، ومعاهد الشام على الحضارة القائمة، ولا يزالون ينتهجون بعض المناهج الدراسية الأندلسية في معاهدهم إلى الآن، ولايزالون يردون كل شئ إلى أصله، ويعترفون لكل فاضل بفضله). (?)
وقال - رحمه الله -: (وقد كان احتكار المدنية لأمم خاصة تقليداً شائعاً متعاصياً عن التمحيص والنقد، ومن هذا الباب احتكار الغربيين للمدنية القائمة اليوم، وما هي في الحقيقة إلا عصارات الحضارات القديمة التي ورثها الغربيون عمن تقدمهم، وقاموا عليها بالتزيين والتحسين والتلوين، وطبعوها بالطوابع التي اقتضاها الوقت، وانتحلوها لأنفسهم أصلاً وفرعاً، ولا تزال التنقيبات عن مخلفات الحضارات القديمة تكشف كل يوم عن جديد يفضح هؤلاء المحتكرين، ويقلل من غرورهم). (?)