ومع تميز التراث الإسلامي، وتأثيره في الحضارات الأخرى؛ ومع تعالي وغرور الإفرنجيين (?) وإنكارهم التأثر والاستفادة وقيام حضارتهم ـ سابقاً ـ من حضارة المسلمين؛ نجد عدداً من الإفرنج المنصفين أدركوا هذه الحقيقة، واعترفوا بها، قال العلامة عبدالسلام هارون - رحمه الله -: ... «فاعترف العلماء الأوربيون بقيمة التراث العربي، واستولت عليهم الدهشة إزاء ظهورهم على ما صنع أسلافنا في مختلف زوايا العلم والمعرفة، فالتراث العربي غني في الكيفية، وغني في الكمية، ولا تزال آثار هؤلاء الأسلاف في التشريع، والعلوم الفلسفية، والرياضية، والفنية، وغيرها معدودةً في قمة الإنتاج الفكري العالمي، ولا تزال النظريات الفلسفية (?) والاجتماعية لعلماء العرب وفلاسفتهم أصلاً وجذراً من جذور علم الاجتماع والفلسفة المعاصرة». (?)
«لقد اضطلع الأدب العربي بتغيير ذوق الأوربيين في فترة العصر