ثم قال: (على أن توالي الفتن والمحن على العالم الإسلامي، لم يبق للعصر الحديث من هذا الكنز المذخور والمجد المسطور إلا ثلاثين ألفاً، وُزِّعت على مكاتب العالم). (?)
ومن تفنن الأسلاف في التأليف، وابتكارهم ألواناً يصعب على المرء مجاراتهم فيها:
ما كتبه الحريري (ت 516 هـ): فقد كتب رسالةً التزم فيها الشين في كل كلمة، وفيها أبيات من الشعر، وله سينية أيضاً. (?)
وله رسالة التزم فيها كلمة منقوطة والتي تليها غير منقوطة، ورسالة أخرى أيضاً حرف منها منقوط، والآخر غير منقوط، وله كلام منثور ومنظوم يُقرأ طرداً وعكساً، تقرأوه من اليمين، وتقرأوه منكوساً، فتجده واحداً بحروفه! (?)