إن المرء ليحتار في تقديم أمثلة للشباب الناشئ، والكهول المفتونة، والأنفس الراغبة بالتميز خارج الحدود ـ حساً ومعنى ـ؛ ماذا يعرض من كتب التراث؟ وكيف يعرض؟ ومن أي باب يبدأ للاستدلال على ما كان من الواضحات؟ !
أعتذر هنا باطلالة مقتضبة ــ وقد كانت مطوَّلة، فعدَلْتُ بها إلى كتاب بعنوان «تغريب الثقافة»، يسر الله إتمامه ــ.
إن ضخامة تراثنا ـ كما قال القلقشندي ـ لا يمكن أن تحصر؛ فخزائن الكتب في بلاد الإسلام أعجزت الأولين عن تدوين عناوينها؛ فكيف بحملها، وجمعها في مكتبة واحدة (?)
ولكثرتها تفننوا في التأليف، وابتكروا فيه طرائق قِدَدَاً؛ لتحريك الذهن، وشحذ الهمم. (?)