لكي يكون الجدال مثمراً، والمناظرة والمحاورة نافعتين، وحتى لا يكون كحوار الطرش، وحتى لا تكون مفاسد هذه الوسائل أكبر من مصالحها فتصبح محرمة، ينبغي الالتزام بالشروط والآداب التالية:
فمنها ما هو في المحاورِ، ومنها ما هو لضبط الجدال.
الأول: أن يكون محور الجدال نصرة الدين وأصولَه بعامة مع الكافرين، لا الخوض في فروعه وتمثيله، ونصرةَ الكتاب والسنة ومنهجَ السلف مع المخالفين، لا نصرة الأحزاب المنشأة، أو الطرق المحدثة، أو القضايا الشخصية.
الثاني: أن لا يُناظر المسلم غير المسلمين في الشبهات، إلا ما كان من ذلك من ضرورة، وذلك حين تثار، وتكون مشوهة للإسلام، أو تكون مانعاً من دخوله، ولا تُناظَر الطوائف الضالة في فرعيات الدين، أو المسائل الاجتهادية، وإنما تُناظَر في الأسس والأصول.
فلا يُناظر الكافرين، في عدد الصلوات، وعدد الطلقات، وعدد الرميات في الحج، وحجاب المرأة.
إن من الخطأ المبين: أن يجادل من لا يؤمن بالله، بأحكام الله.
الثالث: أن لا تكون أمام العامة، كي لا تثير عليهم شبها، أو تضعف عندهم حقا.
فإن للمناظرة أمام العامة سلبياتٍ كثيرة، ومن ذلك سماعهم الشبهات، حول ما عندهم من الحق، أو حول ما عند غيرهم من الباطل.